دليلك الأمثل للحفاظ على صحة الأمعاء

جميعنا يعرف مقولة "أنت ما تأكله"، لكن مدلولها لا يتعلق فقط بنوعيات الطعام الذي تتناولها، فصحة أمعائنا تعتمد أيضًا على عوامل أخرى غاية في الأهمية مرتبطة بخيارات نمط الحياة والتي لا تنحصر في الأطعمة التي نأكلها، بل وفي عدد الساعات التي نقضيها في الحركة أو النوم، ومستويات التوتر لدينا، وغير ذلك. ولكي تضمن صحة مثلى لأمعائك عليك أن توازن ما بين العوامل الأربع الأساسية التالية:

1. النظام الغذائي والتغذية:

يُسهم النظام الغذائي المتنوع والمتوازن بكل قوة في ضمان صحة الأمعاء، وهذا يعني تناولك لمجموعة من الأطعمة الغنية بالدهون والبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن، والأهم من ذلك الألياف. هل تريد معرفة القاعدة الذهبية؟ إنها بالتأكيد تقليل الأطعمة المصنعة لأقصى حد واستبدالها بالخيارات القائمة على النباتات والأغذية الكاملة، فهذا سيعزز من تنوع الميكروبيوم (البكتيريا النافعة) ونشاطه في أمعائك وسيقلل من خطر إصابتك بأمراض مزمنة.

إليك هذه النصيحة من الخبراء: للحصول على أمعاء صحية جدًا لا تنسَ تنويع الأطعمة النباتية التي تتناولها. وبناءً عليه يجب أن تكون الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة هي خياراتك المفضلة، حيث يجدر بالذكر أن ألوان هذه الخضار والفواكه وأصنافها المختلفة ليست ممتعة للعين فحسب، بل وكذلك للأمعاء.

2. ممارسة التمارين الرياضية:

قد تظن بأن الفائدة الأساسية للتمارين الرياضية هي إعطاء مظهر بدني رشيق وضمان صحة القلب والأوعية الدموية، لكن اعلم بأن أمعاءك أيضًا تستفيد للغاية عندما تتحرك، فأداؤك للأنشطة الجسدية المنتظمة ينشط عضلات الأمعاء ويساعدها على الهضم ويُقصي مشاكلها (مثل الإمساك). لذا ننصحك بأداء أنشطة جسدية معتدلة 5 مرات في الأسبوع على الأقل.

3. الأثر السيء للشعور بالتوتر:

هل سبق لك أن شعرت باضطراب في معدتك قُبَيل حدث كبير يثير التوتر لديك؟ هذا هو رد فعل أمعائك تجاه التوتر، لكن ما يجب الانتباه له هو أن تأثير الإجهاد المزمن على الأمعاء يتجاوز كثيرًا مجرد اضطرابها، بل يمكن أن يسبب الالتهابات التي قد تثير بعض المشاكل في الجهاز الهضمي. لذا فعندما تحدد الأوقات التي تسبب لك التوتر وكذلك طرق الاسترخاء التي تناسبك - سواءً كانت المشي في الطبيعة أو التأمل أو الانغماس في رواية شيقة وغيرها - ستحقق الكثير من الخير لعقلك وأمعائك.

4. أهمية النوم العميق:

النوم الجيد والعميق ليس ترفًا بل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يمكن أن تؤدي دورة النوم المتقطعة إلى اختلالات هرمونية قد تجعلك تتوق إلى الأطعمة غير الصحية. يجب عليك أن تنام لمدة 7 إلى 9 ساعات كل ليلة. تذكر أن هذا النوم العميق سيعطي أمعاءك الراحة التي تحتاجها أيضًا.

الخلاصة:

تمامًا مثلما تعتمد متانة المنزل على قوة أساساته، فإن صحة الأمعاء متجذرة بعمق في هذه الركائز الأربع آنفة الذكر. تذكر دومًا بأن اتباعك لنظام غذائي متوازن وممارستك للتمارين المنتظمة وإدارتك للتوتر وحصولك على النوم الكافي سيضمن لك أمعاءً صحية وطاقة لا حدود لها!

Dr Pranab - Consultant Gastroenterologist